عرض مشاركة واحدة
قديم 29-12-2011, 12:12 AM
  #61
غسان
مشرف
 الصورة الرمزية غسان
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
افتراضي رد: جلسة صالون سيريا ستوكس ليومي الخميس 29و الجمعة 30 - 12-2011

قصة مقتل الملك بسيف الشاعر

قال الملك عمرو بن هند ذات يوم لجلسائه :
هل تعلمون أن أحدا من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي.
فقالوا:
لا ما خلا عمرو بن كلثوم فإن امه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وعمها كليب ، وهو وائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمرو على ما في نفسه .
ثم بعث عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم يستزيره وان تزور ليلى هنداً.
فقدم عمروا في فرسان تغلب ، ومعه أمه ليلى ، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بخيمه فضربت بين الحيره والفرات وأرسل الى وجوه مملكته فصنع لهم طعاما ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب
السرادق وهو وعمرو بن كلثوم وخواص من الناس في السرادق ، ولأمه هند في جانب السرادق قبة وأم عمرو بن كلثوم معها في القبة.

وقد قال عمرو بن هند لأمه:
إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق الا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف ، فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك الشيء بعد الشيء.
يريد طرف الفواكه وغير ذلك من الطعام.
ففعلت هند ما أمرها ابنها حتى إذا دعا بالطرف قالت هند لليلى:
- ناوليني ذلك الطبق.
قالت:
- لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها.
فقالت:
- ناوليني.
وألحت عليها . فقالت ليلى :
- واذلاه .... يا لتغلب.
فسمعها إبنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون. ونظر عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم ، فعرف الشر في وجهه ، وقد سمع قول أمه : واذلاه يا لتغلب ، ونظر إلى سيف عمرو بن هند ، وهو معلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار الى السيف مصلتا فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ثم خرج فنادى :
- يا لتغلب.
فانتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء ولحقوا بالجزيره.
وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن عتاب ابو عمرو بن كلثوم أجتمعوا في بيت كلثوم على شراب ، قال وعمرو يومئذ غلام وليلى أم عمرو تسقيهم فبدأت بأبيها مهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن عتاب ثم ردت الكأس على أبيها وابنها عمرو عن يمينها فغضب عمرو من صنيعها وقال:


فلطمه أبوه وقال:

يا لكع ( اي يا احمق ) ، بلى والله شر الثلاثة . أتجتري أن تتكلم بهذا الكلام بين يديّ. فلما قتل عمرو بن هند قالت له أمه :
( بأبي أنت وأمي ، أنت والله خيرُ الثلاثة اليوم ) .


فقال عمرو بن كلثوم معلقته الذي يصف فيها مقتل الملك اللخمي ملك الحيرة والعرب عمرو بن هند:

وتعد من اقوى ابيات الشعر العربي في الفخر ويقال ان المعلقة اكثر من الف بيت لم يصل منها الا القليل وهذا جزء مما وصل:

ألا هُـبَّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا ولا تُـبْقِي خُـمورَ الأنْدَرِينا
مُـشَعْشَعَةً كَـأنَّ الحُصَّ
فِيها إذا مـا الماءُ خَالَطَها سَخِينا
تَـجُورُ بِذي الُّلبانَةِ عَنْ
هَواهُ إذا مـا ذَاقَـها حَـتَّى iiيِـلِينا
تَرَى الَّلحِزَ الشَّحيحَ إذا
أُمِّرَتْ عَـلَيِهِ لِـمالِهِ فِـيها مُـهِينا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ
عَمْرٍو وكـانَ الكَأْسُ مَجْراها الَيمِينا
ومَـا شَـرُّ الثَّلاثَةِ أُمَّ
عَمْرٍو بِـصاحِبِكِ الذي لا تَصْبَحِينا
وكَـأْسٍ قَـدْ شَرِبْتُ
بِبَعَلْبَكٍ وأُخْرَى في دِمَشْقَ وقاصِرِينا
وإنَّـا سَـوْفَ تُدْرِكُنا
المَنايَا مُـقَـدَّرَةً لَـنـاومُـقَدَّرِينا
أبَـا هِـنْدٍ فَـلا تَعْجَلْ
عَلَيْنا وأَنْـظِرْنَا نُـخَبِّرْكَ الـيَقِينا
بِـأَنَّا نُـورِدُ الرَّايَاتِ
بِيضاً ونُـصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا
وأَيَّــامٍ لَـنا غُـرٍّ
طِـوالٍ عَـصَيْنا المَلْكَ فِيها أنْ نَدِينا
مَـتَى نَـنْقُلْ إلى قَوْمٍ
رَحَانَا يَـكُونُوا في اللِّقاءِ لَها طَحِينا
قَـرَيْـناكُمْ فَـعَجَّلْنا قِـرَاكُمْ قُـبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً
طَحُونا
كَـأَنَّ سُـيوفَنَا فِـينَا
وفِيهِمْ مَـخَارِيقٌ بِـأَيْدِيلاعِـبِينا
ألاَ لاَ يَـعْـلَمُ الأَقْـوامُ
أنَّـا تَـضَعْضَعْنا وأَنَّـا قَـدْ وَنِينا
ألاَ لاَ يَـجْهَلْنَ أَحَـدٌ
عَـلَيْنا فَـنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينا
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ
هِنْدٍ نَـكُونُ لِـقَيْلِكُمْ فِـيهَا قَطِينا
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ
هِنْدٍ تُـطِيعُ بِـنا الوُشَاةَ وتَزْدَرِينا
تَـهَـدَّدْنا وأوعِـدْنا
رُوَيْـداً مَـتَى كُـنَّا لأُمِّـكَ مُـقْتَوِينا
فـإِنَّ قَـناتَنا يَا عَمْرُو
أَعْيَتْ عَـلَى الأعْدَاءِ قَبْلَكَ أنْ تَلِينا

ونَـحْنُ الحاكِمُونَ إذَا أُطِعْنا ونَـحْنُ العازِمُونَ إذَا عُصِينا
ونَـحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا
سَخِطْنا ونَـحْنُ الآخِذُونَ لما رَضِينا
وكُـنَّا الأيْـمَنِينَ إذا
الْـتَقَيْنا وكـانَ الأيْـسَرِينَ بنُو أَبِينا

إذا مَـا رُحْـنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنا كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتْونُ الشَّارِبِينا
يَـقُتْنَ جِـيَادَنا ويَـقُلْنَ لَسْتُمْ بُـعُـولَتَنَا إذا لَـمْ
تَـمْنَعونا
إذا لَـمْ نَـحْمِهِنَّ فَـلاَ
بَـقِينا لِـشَيْءٍ بَـعْدَهُنَّ ولاَ حَـيِينا
وأَنَّـا الـمَانِعونَ لِـمَا
أَرَدْنا وأنَّـا الـنَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا
وأنَّـا الـتَّارِكُونَ إذا
سَخِطْنا وأنَّـا الآخِـذُونَ إذا رَضِـينا
وأنَّـا الـعَاصِمُونَ إذا
أُطِعْنا وأنَّـا الـعازِمُونَ إذا عُصِينا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً ويَـشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً
وطِينا
أَلاَ أَبْـلغْ بَـنِي الطَّمَّاح ...
عَنَّا وَدُعـميّا فَـكَيْفَ وَجَـدْتُمُونَا
إذا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ
خَسْفاً أَبَـيْنا أَنْ نُـقِرَّ الـذُّلَّ فِـينا
لـنَا الـدُّنْيَا ومَنْ أمْسَى عَلَيْها ونَـبْطِشُ حَيِنَ نَبْطِشُ
قَادِرِينا
بُـغَاةٌ ظَـاِلَمينَ وَمَـا
ظُلِمْنَا وَلـكِـنَّا سَـنَـبْدَأُ ظَـاِلِميِنَا
مَـلأنَا الـبَرَّ حَتَّى ضاقَ
.......عَنَّا ونَـحْنُ الـبَحْرُ نَمْلَؤُهُ سَفِينا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا .....
فِطاماً تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ ساجِدِينا



التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 29-12-2011 الساعة 12:34 AM
غسان غير متواجد حالياً  
4 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
Abo Karim (29-12-2011), لقماان (29-12-2011), رندة (29-12-2011), sooadchamden (29-12-2011)