عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2011, 03:29 AM
  #111
مجد
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية مجد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: سوريا - دمشق
المشاركات: 6,796
شكراً: 6,298
تم شكره 15,832 مرة في 4,773 مشاركة
افتراضي رد: يوميات لقمان في حمص

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لقماان مشاهدة المشاركة
اليوم .....الجمعة 23 كانون الأول 2011
لم أشاهد التلفزيون ....و ما كنت أعلم بالتفجيرين الأليمين الذين حدثا في دمشق......
(لعن الله من أعطى الأوامر بهما و كل من ساعد و من نفذ ..........)
حضرت الخطبة في جامع عباس على طرق حماة الرئيسي بالجهة الشمالية الغربية
من جامع سيدي خالد بن الوليد
انتهت الخطبة و قمنا فصلينا صلاة الجمعة .....
و ما ان انتهت الصلاة .....
لم أصلي صلاة السنة لأن قلبي انقبض فجأة .....
و نزلت مسرعا للخروج من الجامع ...للوصول الى بيتي بأسرع وقت و هو على الجهة المقابلة من الطريق العام .....رأيت جاري وصار يريني آثار الطلقة التي دخلت ببيته مقابل الجامع و كنا نقف بنصف الشارع و جموع المصلين تخرج بهدوء ...فجأة اطلاق نار ما كنا لنعرف من أين لكن لشدة قربه و فزعنا كل العالم انبطحت في الأراضي الكبير الوقور و الصغير البريئ....و ركضت أنا و جاري و اختبأنا في العبارة المقابلة للجامع ....و نحن في حالة ذهول ....مما يجري
فلم نكد نخرج من الجامع و لم يتكلم أحد من المصلين بأي كلمة أو آتى بأي تصرف......
نهضت العالم و اختبأت متراجعة بالجامع و العبارات المقابلة الا ثلاثة أشخاص في ظلوا حالة الانبطاح وراء الشجرة....
أولهم رجل مسن كبير بالعمر وكان يتحرك .....فسحبه بعض المصلين الى داخل الجامع لقربه ....
الثاني شاب تقريبا عمره 19 سنة كان يتألم و يتلوى ..
حاول الناس الاقتراب منه كانت طلقات من يطلق النار تحول دون وصولهم ....الى أن تدحرج هو نفسه قليلا الى الجانب القريب من الجامع و التقطه الناس ...
الثالث كان في الثلاثينات من العمر كانت الدماء تنزف بغزارة من رأسه .....
و كلما حاول أحد الاقتراب منه كان يعاجل باطلاق نار..
في العبارة كان يوجد طفلين صغيرين خائفين
قلت لهما شو جايبكون لهون يا عموا .....
آلولي بدنا نقطع الطرق بس ليكوا بيتنا .......
نط الولد الكبير بسرعة البرق و أطع الطريق بسلام ..
صار الصغير يبكي و يؤول ببراءة يا عمو أنا ماني سريع متل حكايتوا هللأ بأوسوني .....
التلوا روح مع الحيط عموا ...و بعد و بعدين من هنيك أطاع الطريق بسرعة .....كنت أتكلم مع الصغير و عيني تفيض بالدمع على هذا الشخص المسجى في الأرض على باب الجامع ....و الدماء الحارة تسيل من رأسه ...و لا يستطيع أحد الاقتراب منه لسحبه..
هذا الذي أصبح جثة هامدة .......
بماذا كان يفكر بأولاده ..بعائلته ...بأمه...بوطنه ...
أم ما زال في حالة السمو الروحاني العالي من آثار صلاة الجمعة........
كان حكاية و فجأة أصبح رقما......
و فجأة هدأ صوت الرصاص فهجمت جموع المصلين و حملته الى دروة الجامع و الدماء تنزف بشدة من رأسه.....و بنفس الوقت قمت أنا و جاري بالركض من العبارة الى مدخل البناء على طريق حماة و لم نقم بالالتفاف حول تلال القمامة أما مدخل البناء المتراكمة منذ عدة أيام لعدم مجيئ عمال النظافة ...
و انما قمنا بالعبور من فوقها ....و نحن في حالة ذعر و صدمة مما نرى و عاد اطلاق النار الكثيف
فركضنا بشكل جنوني أنا و جاري الذي يبلغ الستين من عمره .....و دخلنا باب البناء و الذي كان و الحمد لله رب العالمين مفتوحا ....
و أغلقنا الباب و رائنا ...و أجهشنا بالبكاء الصامت على ما رأينا بأعيننا ...و على نعمة رب العالمين علينا أننا منمن أخطأتهم الرصاصات باعتبارنا في مقدمة المصلين الخارجين من الجامع .....و بيننا و بين من اصيب عدة امتار ...........
دخل جاري الى بيته و دخلت و فتحت باب الشقة فوجدت أم حكيم في حالة هيستيرية من البكاء و بيدها الموبايل ......فقامت باحتضاني و هي تبكي ...و للأمانة أنا أيضا كنت أبكي .....
و كان الأولاد ينظرون الينا ببرائتهم المعتادة مستغربين مما يرونه ...فالعادة هم يبكون ...و نحن ننظر اليهم .....
اليوم نحن نبكي و هم ينظرون الينا ....و كأنهم يقولون ألا تحسنون فعل شيئ غير البكاء ......
الذي كنتم تنهوننا عنه ..............
(تأخرت في الكتابة حتى تمالكت نفسي و عادت رباطة جاشي التي كنت اتغنى بها في السابق ...)
الحمد لله على السلامة اخي لقمان .
__________________

( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) (إبراهيم :42) .
مجد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مجد على المشاركة المفيدة:
لقماان (24-12-2011), Dnouri (24-12-2011)