عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 4,237
شكراً: 6,342
تم شكره 10,276 مرة في 3,461 مشاركة

رد: جلسة صالون سيريا ستوكس ليومي الخميس 1والجمعة 2 -12-2011
كان أحد الخلفاء العباسيين وزيره يتجولان ، و عندما وصلا إلى أحد العجزة في الطريق دار الحديث التالي بين الخليفة و الرجل العجوز:
الخليفة: السلام عليكم يا أبي.
العجوز: و عليكم كما ذكرتم و رحمة الله و بركاته.
الخليفة: و كيف حال الإثنين؟
العجوز: لقد أصبحوا ثلاثة.
الخليفة: و كيف حال القوي؟
العجوز: لقد أصبح ضعيفاً.
الخليفة: و كيف حال البعيد؟
العجوز: لقد أصبح قريباً.
الخليفة: لا تبع رخيصاً.
العجوز: لا توصي حريصاً.
كل هذا المشهد دار و الوزير واقفٌ لا يفقه شيئاً منه، بل و قد أصابته الدهشة و الريبة و الصدمة.
ثم مضى الخليفة و وزيره في جولتهم؛ و عندما عادالخليفة إلى قصره سارع الوزير إلى بيت الرجل العجوز ليستفسر عن الذي حدث أمامه في ذلك النهار. وصل إلى بيت العجوز و مباشرة إستفسره عن الموضوع، و لكن العجوز طلب مبلغا من المال فأعطاه الوزير ألف درهم، فقال له العجوز : فأما الإثنين فهما الرجلين و أصبحوا ثلاثة مع العصا.
و في السؤال الثاني طلب العجوز ضعفي المبلغ الأول فأعطاه ألفين فقال: فأما القوي فهو السمع و قد أصبح ضعيفاً،
ثم طلب ضعفي المبلغ الذي قبله فأعطاه الوزير أربعة آلاف فقال: فأما البعيد فهو النظر و قد أصبح نظري قريباً.
و عندما سأله الوزير عن السؤال الأخير إمتنع العجوز عن الإجابة حتى أعطاه الوزير مائة ألف درهم فقال: إن الخليفة كان يعلم منك أنك ستأتي إلي لتستفسرني عن الذي حدث و أني سأشرح لك و أوصاني بأن لا أعطيك مفاتيح الكلام إلا بعد أن أحصل على كل ما أريد فقال لي لاتبع رخيصاً وقلت له لاتوصي حريصاً و ها قد حصلت منك على المال الكافي ، ثم مضى الوزير و هو مبهور بما حصل معه في ذاك النهار.
__________________
• للرجل العظيم قلبان : قلب يتألم و قلب يتأمل .