عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,827
شكراً: 12,419
تم شكره 5,770 مرة في 1,679 مشاركة
رد: جلسة صالون سيريا ستوكس ليومي السبت 26 و الأحد 27 - 11-2011
اضطر الامبراطور يوماً إلى استدعاء كل أطباء وحكماء دولته لانقاذه مما هو فيه من حزن واكتئاب ألمّا به فجأة وهو الامبراطور الآمر الناهي صاحب المال والقوة والسلطة .
وأمام عجز أطبائه عن تخليصه من آلامه ، فقد أرسل وزيره الأول لإحضار حكيم زاهد صالح يعيش في خلوته يتعبد ويتلو صلواته منعزلا عن الناس . وما إن شخّص الحكيم حالة الامبراطور حتى اختلى بالوزير الأول ليصف له العلاج قائلا : ابحثوا عمن امتلك السعادة الحقيقية التي ما بعدها من سعادة ، واخلعوا عنه قميصه وألبسوه لسيدكم فإنه سيشفى إنشاء الله . خرج الوزير الأول مع حاشيته وفرسانه باحثين في أنحاء الامبراطورية عن مطلبهم .. ولكن هيهات لهم في من حاز على سعادة مطلقة ما بعدها سعادة !!
حتى إذا ما نال منهم التعب والإرهاق وشدة البرد والصقيع ، فقد استند الوزير الأول مع مساعده إلى جذع شجرة معمّرة وخلفها كوخ بسيط متداع لا يرد بردا ولا صقيعا عن ساكنه ، بعد لحظات من استغراقهما في هدوء وسكون أخذا يسترقان السمع إلى صوت خافت لرجل يناجي ربه قائلا : أحمدك وأشكرك يا رباه فقد أنعمت عليّ بنعمتك العظيمة التي لا أطلب بعدها من نعمة أعظم .
وللتو أمر الوزير الأول فرسانه باقتحام الكوخ ليخلعوا عن الرجل قميصه فورا لحمله للامبراطور الذي سيشفى أن لبسه كما وصف الحكيم لهم . و المفاجأة !! كان الرجل الفقير عاريا إلا مما يستر به عورته . سأله الوزير الأول باستنكار : أي نعمة عظيمة بين يديك يا هذا وما أراك إلا فقيرا جائعا عار يكاد الصقيع يقتلك في كوخ هش لا أساس له ؟؟ فأجابه الرجل بهدوء الحكيم الواثق المطمئن: يا سيدي إن بي نعمة عظيمة منحني إياها الرب في وقت حُرم منها الكثيرون أمثالكم وسيدكم .. إنها نعمة العقل والإيمان وذلك مبعث السعادة المطلقة .
__________________
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل
ابو محي الدين