مشرفة سابقاً
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: سورية -حلب
المشاركات: 578
شكراً: 391
تم شكره 291 مرة في 140 مشاركة

رد: جلسة صالون سيريا ستوكس ليومي السبت و الأحد 19 و 20 - 11-2011
زارنا ضيوف، وكان معهم طفل في الثانية من عمره، استطاع أن يأخذ موبايل أمه فوضعهعلى أذنه وأخذ يقطع الغرفة ذهاباً وإياباً وهو يتفوه بكلمات غير مفهومة، ولم تفلحمحاولاتي لجذبه للتحدث معه أو لإعطائه أي شيء مما يرغب به الأطفال، كلعبة أو حلوى. وما ترك الموبايل إلا بعد أن ملَّ منه. ولم أستطع تفسير فعله إلا عندما رن جوالوالده، فأجاب، وصار يذهب ويجيء في الغرفة وهو مستغرق في الكلام مع محدثه دون أنينتبه إلى ما حوله.
قد نغفل عن تصرفاتنا أمام أطفالنا، ونظن أننا نربّيهم بتوجيهاتنا، لكن الحقيقة أننانربيهم بأفعالنا. فالأسوة تكون في الأقوال والأفعال والأحوال. وقد تكون حسنة أو عكس ذلك. فهذا أب يستغرب من أين تعلم ابنه الكذب وهو ما فتئ يذكّره بالصدق،ونسي أنه عندما طُرق الباب مرة وذهب ولده ليرى مَن الطارق أشار إليه من بعيد ليقول: والدي ليس في البيت
قال أحد أمراء المدينة المنورة لمؤدب (أي معلِّم) أولاده: (لِيَكُنْ أَوَلُ مَاتَبْدَأُ بِهِ مِنْ إِصْلاحِ بَنِيَّ إِصْلاحَ نَفْسِك، فَإِنَّ أَعْيُنَهممَعْقُودة بِعَيْنك، فَالْحَسَن عِنْدَهُم مَا اسْتَحْسَنْتَ، والْقَبيح عِنْدَهُممَا اسْتَقْبَحتَ. وَعلِّمهُم سيرَ الْحُكَمَاء، وَأَخْلاقَالأُدَبَاء...).
ولما اختار هارون الرشيد مؤدباً لولده المأمون، أخذ المؤدبُالمأمونَ وحبسه يوماً بلا طعام ولا شراب. فلما حل المساء جاء المأمونُ أباه يبكيويشتكي. فاستفسر الرشيد. فقال المؤدب: علمته ما يلزم، حتى إذا صار ملكاً وشكا إليهأحدٌ الجوعَ والفقرَ عرف معنى شكواه، أو سجن عن ظلم أخذته الرأفة به، لأنه عرف معنىأن يسجن إنسان بلا ذنب.
__________________
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ................واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا