مشرف
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة

رد: التغيير
مجالات التغيير
تحدثنا في المقال الماضي عن بعض مجالات التغيير.. و في هذا المقال نستكمل الحديث عن مجالات أخرى.
فالتغيير يمكن أن يحدث في موضوع التخصص الدراسي، فكثير من الأفراد لا يعرف لماذا دخل هذا التخصص دون غيره، بينما العملية التعليمية بالمجتمعات الغربية لها نظام يسمى مواد دراسية استكشافية، يدرس فيه الطالب العديد من المواد التخصصية. وعندما يجد نفسه يميل إلى تخصص معين ويستطيع الإجادة فيه يتقدم للتسجيل لدراسته.
ولي تجربة شخصية حيث درست البترول لعدة سنوات ثم تركته لأني لم أجد نفسي فيه، فليس من الخطأ أن يكتشف الإنسان أنه دخل تخصصاً لا يميل إليه ثم يتركه، ولكن الخطأ أن يستمر فيه رغم عدم حبه له.
فالأصل أن ينطلق المرء من رغباته وميوله، فالإنسان لن يبدع إلا إذا دخل مجالاً يعشقه. وأذكر المرة الأولى التي وقفت فيها أمام الناس لأخطب فقد كتبت ما سأقوله في ورقة وعندما بدأت في القراءة تلعثمت وتصبب عرقي وكان قلبي يرتجف، فلم تكن عندي وقتها القدرة ومهارة الخطابة بطلاقة.
لكن لأنني أحببت ذلك الطريق أخذت أنمي هذه المهارة عندي، فلا يكفي الحب فقط.
اكتساب المهارة
فالمهارة يمكن أن يكتسبها الإنسان، مع التسليم بأن هناك مواهب قد تعين الفرد ولكن إن استسلمنا إلى أن القدرات هي موهبة إلهية فسنعجز ونستسلم.
وقد يسر الله لي أن أدرس بجامعة بنسلفانيا في كلية الخطابة التي يدرس فيها كبار السياسيين الأمريكان.. وأخذت فيها دورة ستة أشهر لتعلم مهارات الخطابة.. إذن المهارات يستطيع الإنسان اكتسابها.
تغيير المسؤوليات والصلاحيات
والتغيير قد يكون في المسؤوليات والصلاحيات، فهناك بعض المسؤوليات تفرض علينا، كأن يصبح للإنسان أبناء فتضعه في مسؤولية غير التي كان عليها وهو أعزب.. فالإنسان يجب أن تتغير حياته عندما تتغير مسؤولياته.. والصلاحيات هي الحق المعطى للإنسان في أن يتصرف ويطاع، والسؤال: هل الصلاحيات توهب أم تكتسب؟
والجواب أنها تكتسب لأن الذي ينتظر أن تعطى له الصلاحيات ليعمل ويتحرك سيعيش على هامش الحياة.
إذن يجب أن نتغير تبعاً لمسؤولياتنا ويجب أن نغير في صلاحياتنا، وهذا التغيير سيكون سبباً في إنجاز مشاريعنا وأهدافنا، لأنه بدون صلاحيات لن نستطيع أن نحقق شيئاً.
وسؤال آخر: هذا التغيير هل هو صعب أم سهل؟
هناك ضرورة للتغيير في كل مجالات الحياة، كما أن التغيير يمثل رغبة كامنة في نفس كل إنسان.
فالإنسان الذي يريد أن يصنع لنفسه ولأمته شيئاً لابد أن يفكر في التغيير.
وأصعب ما في التغيير أن تتولد الإرادة الجادة لدى الإنسان.
فعندما تكون هناك إرادة يستطيع أن يفعل المستحيل.
إرادة حقيقية
وهناك فرق كبير بين التغيير الذي يأتي ردة فعل والذي يأتي عن إرادة حقيقية صادقة.
ومثال النوع الأول: نجد أن كثيراً من الناس لا يلتزم دينياً إلا إذا مات له شخص عزيز فعندها يفيق من غفلته ويكون التغيير عنده ردة فعل.
وأنا أدعوكم إلى التغيير الذي ينبع من الداخل من القلب، فهي قضية قناعات وقيم وليس ردة فعل.
وسأحكي لكم قصة للتدليل على أن الإرادة القوية تفعل المستحيل، حيث كان هناك رجل من زنوج أمريكا وكان يعيش في فقر مدقع.. وبعد سنوات قليلة أصبح مليونيراً، فسألوه: كيف أصبحت كذلك؟ فقال لأني فعلت أمرين، وكل من يفعلهما يصبح مثلي مليونيراً: الأول أنني قررت أن أصبح مليونيراً، والثاني حاولت أن أصبح مليونيراً.
إذن فهناك أمران يحتاجهما الإنسان للتغيير: القرار الجاد والمحاولة الجادة.
فصعوبة التغيير ليست لأنه يحتاج إمكانات كبيرة أو ظروفاً غير عادية ولكنه يحتاج فقط هذين الأمرين، فمشكلة الناس في التغيير أنهم ليست لديهم الإرادة القوية.
3
التعديل الأخير تم بواسطة غسان ; 03-08-2011 الساعة 03:04 PM