الموضوع
:
التغيير
عرض مشاركة واحدة
02-08-2011, 01:34 PM
#
4
غسان
مشرف
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
رد: التغيير
إذا تحدثنا عن مجالات التغيير فإن أول وأهم مجال هو مجال المبادئ والقيم، فكلما نظرنا إلى واقع الحضارات وفي الإنتاج البشري والفلسفة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها.. وجدناها في النهاية تعود إلى الفكر.
فكل أمور الحياة يحكمها الفكر، فالمبادئ والقيم هي التي توجه حياة البشر وتوجه إنتاجهم، وبعض الناس يسميها حضارة وبعضهم يسميها فكراً.. والآخرون يسمونها فلسفة، ولكن في النهاية هي مجموعة قيم ومبادئ تتحكم فينا، ونحن نتبناها باختيارنا "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" ولو ترك بلا مؤثرات لعاش على منهج رب العالمين.
يبدأ التغيير وزرع القيم منذ الطفولة، وكلما تأملت وعشت الحياة أكثر عرفت أن معظم القيم تنغرس في الإنسان في السنوات الست الأولى من حياته.
ومن هنا يأتي الخلل الجسيم: أن تعامل مرحلة رياض الأطفال على أنها مرحلة لعب وموسيقى، بل هي مرحلة زراعة قيم وفكر ومبادئ تحكم عقيدته وعلاقاته وطريقة إنتاجه.
وتُزرع هذه القيم في نفس الإنسان منذ البداية من قبل مؤثرات خارجية وخاصة الأبوين.. فلهما تأثير غير عادي في زرع هذه القيم والمبادئ.
ثم يكبر الإنسان ويبدأ في التفكير في الاستقلال عن هذه المؤثرات الخارجية.
ويبدأ في اختيار قيم ومبادئ جديدة من مؤثرات أخرى مثل أصحابه أو أفلام يراها أو غيرها، فتُزرع فيه قيم جديدة.
وطبعاً تأتي المجتمعات بطريقة تركيباتها وتزرع قيماً أخرى.. فهناك مجتمعات تزرع قيمة الوقت وأهميته. وأخرى (للأسف مثل مجتمعاتنا) تزرع قيمة "أعدك الساعة الرابعة وإذا لم أحضر الخامسة فانتظرني للسادسة..". ويمكن أن تذهب الساعة السابعة، فليس هناك قيمة للوقت، رغم أن حياة الإنسان عبارة عن وقت.
إذن أعظم تغيير هو الذي يحدث في المبادئ والقيم لأنه يحكم كل التغييرات الأخرى.
ينبني على هذا تغيير في السلوك لأن علاقاتي مع الناس ستحكمها المبادئ والقيم التي أتبناها.
مثال: "عندما يكون عندي موظفون وأبتسم لهم وأضحك معهم ماذا يكون هدفي؟ كثير من الناس يكون هدفهم مص دمائهم وجعلهم يعملون بأقصى طاقتهم حتى يستفيد من ورائهم أقصى استفادة" وهذا خطأ.
فنحن نريد أن نعيد النظر في سلوكنا وعلاقاتنا، لأن سلوك الإنسان نابع من قراراته التي تنبع من قيمه.
إذن أنا أستطيع أن أتغير من نفسي فليس هناك سلوك مفروض على الإنسان.
فالشخص الكسول مثلاً هو الذي قرر أن يكون كذلك، فنحن لا نستطيع أن نغيره ونجعله نشيطاً، لكن فقط نوجد له حافزاً.. وإنما التغيير ينبع من داخله. وبعبارة أخرى نستطيع إيجاد البيئة التي تهيئ له هذا المناخ.
تغيير أساليب الإدارة
وقد يكون التغيير في أساليب الإدارة والقيادة، ونسأل أنفسنا: كم مرة شكرت الخادم على تأديته عملاً لي؟ فالواجب أن نشكره كل مرة.
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "خدمت الرسول { عشر سنين، فما قال لي في أمر فعلته: لمَ فعلته؟ وفي أمر لم أفعله: لمَ لمْ تفعله"؟
فأي رقي في التعامل والإدارة والقيادة هذا الذي ينبع من قيم وأخلاق عظيمة!
فهل نستطيع أن نتغير لنصبح بمثل هذه الصورة؟
تغيير اجتماعي
وهناك تغيير اجتماعي يستطيع الإنسان أن يوجهه في الاتجاه الصحيح.. فمثلاً موضوع الزواج نجد أن عدداً كبيراً لديه معايير خاطئة في شريك الحياة.
والإحصاءات تقول إن 30% من الزواج عندنا يفشل قبل مرور خمس سنوات، ويرجع الفشل إلى الخطأ في الاختيار. وللأسف الشديد نجد أن الأفلام العربية لها تأثير كبير في زرع المعايير الخاطئة في وجدان الشباب، حيث تعتمد على الشكل في أكثرها وليس على الجوهر مثل مفاهيم "الحب من أول نظرة" وغيرها
2
3 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
beautiful life
(03-08-2011),
ابوحمزه
(15-08-2011),
saeed
(03-08-2011)
غسان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى غسان
البحث عن المشاركات التي كتبها غسان